ممارسة النشاط الفني تتطلب الموهبة والثبات والعمل الشاق والتدريب المستمر، ولحسن الحظ، كانت علياء النيادي تستمتع بكل هذه العناصر منذ نعومة أظفارها. كانت علياء في الثالثة عندما اكتشفت حبها للباليه لأول مرة. والدتها، سفيتلانا، كانت راقصة باليه مدربة، درست في نيو أورلينز. كانت هذه البداية لمهنة في عالم الباليه، ومُنحت علياء لقب “أول راقصة باليه إماراتية”. مع أكثر من 70 عرض حتى الآن، تستمر علياء في رحلتها بكل حماس.
ومع ذلك، لم تسير الأمور دائما بسلاسة بالنسبة لعلياء خلال ما يقرب من 20 عاما من الرقص. أطلقت فاتيكا وكيرلي تيلز حملة رمضانية تتيح رسم الابتسامة على وجه الأخرين. في رمضان هذا العام، تعهدت فاتيكا بتقديم التوجيه والمساعدة لنساء دول مجلس التعاون الخليجي، حتى تتمكّن من الخروج وترك بصماتهن في العالم. وتقدم حملة رمضان مجموعة من الفوائد التي ستساعد الفتيات على التغلب على كل العوائق واحتضان افكارهن واحلامهن. وكجزء من الحملة، أجرت كيرلي تيلز اللقاء التالي مع علياء النيادي- أول راقصة باليه إماراتية للتعرف على رحلتها في فنون الأداء ووصولها إلى القمة.
1. ما هو الباليه بالنسبة إليك ؟
الباليه هو الحياة؛ بل هو هدف وغاية في نفس الوقت وأعتقد أنني كنت محظوظة للعثور على هدفي في مثل هذه السن الصغيرة. هو كُلّ شيءُ أَعْرفُه ويَستمرُّ بالتَعَلّم عبر السَنَواتِ.
2. ما الذي ألهمك لتصبح راقصة ؟
في البداية، تماماً مثل أي طفلة، أردت القيام بنشاط كما شجعتنا أمي أختي وأنا، ليكون نشطاً من سن مبكرة جداً. جربت رياضات مختلفة من الجمباز إلى ركوب الخيل. على أية حال، إعتقدتُ بأنّني كُنْتُ أَتغيّبُ عن النشاطات وأنا لا أَستطيعُ أَنْ أُحدّدَ السبب بالضبط حتى جربت الباليه. وفي تلك اللحظة عرفت أن التعبير هو ما كنت أفتقده في كل الألعاب الرياضية الأخرى وهكذا عرفت ما كان علي فعله. منذ ذلك الحين، لم يكن هناك أي شك في ذهني أن هذا هو ندائي وكان علي أن أجيبه وقضيت 20 سنة من حياتي لذلك.
3. هل كان لديك خوف على المسرح ؟ كيف تغلبت عليه ؟
أعتقد أن تجربة المرحلة الأولى التي مررت بها كانت إما في رياض الأطفال أو في الصف الأول، كنا نرتدي زي البط الأصفر وكانت قطعة مناسبة تم إنشاؤها للرقص المدرسي. كنت دائماً معتادة أن أكون في المسارح منذ كنت صغيرة وأعتقد أن هذا ساعدني على التغلب على أي نوع من خوف الوقوف على المسرح. لحسن حظي شعرت دائماً بالثقة على المسرح وأعتقد أن هذا ساعد كثيراً من حيث الأداء. لا أستطيع أن أنكر، تماماً مثل أي فنان هناك أوقات يجب أن تفعل فيها شيئاً صعباً تقنياً وأنت تقلق بشأنه قبل ذلك مباشرة وتشعر بالحرص على عدم فساده وهو أمر طبيعي، ولكن أعتقد أنه من الصحي دائما أن يكون لديك القليل من القلق لأنه يساعد على استمرار القدرة على التحمل.
4. ما هي ذاكرتك الأولى للباليه ؟
أتذكر زيارة أمي في فصول الباليه عندما كانت طفلة صغيرة بينما كانت تُدرس الفتيات الأكبر سناً. عندما بدأت المشي، صعدت إلى الخط الأول وبدأت بعمل بعض المناوبات مع الفتيات الأكبر سناً. وكانت هذه اللحظة التي شعرت أن الباليه هو ما يمكنني أن ازدهر فيه حقاً.
5. ما هي التحديات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها ؟
عندما تفعل شيئا لأول مرة تكون متأكد من التعرض للنقد. الباليه كان شيئاً جديداً وغير مألوف في أوائل عام 2000 في الإمارات العربية المتحدة. كنت في الخامسة عشر من عمري عندما بدأت الباليه وفي ذلك الوقت كنت الفتاة الاماراتية الوحيدة التي تقوم بشيء مختلفاً تماماً. الجزء الصعب كان عندما كبرت قليلاً وشاركت في بعض المسابقات وكان لدي نقاد كانوا يبلغون أكثر من 40 عاماً، ويتساءلون كيف يمكن لطفل عمرها 15 عاما أن تنافسهم. لم أدع ذلك يؤثر علي أو على شخصيتي وعلى العكس من ذلك، هؤلاء كانوا مجموعة الأشخاص الذين أشجعهم دائماً على حضور عروضي وأريهم قدراتي.
6. والدتك كانت راقصة باليه أيضاً. كيف ألهمتك ودعمتك؟
أمي كانت تعرف أنني طفلة مستقلة جداً وإذا لم أكن أريد أن أفعل شيئا لن أفعله. وجود أمي كمعلمة أيضاً قد يجعل العديد من الناس يعتقدون أنني حصلت على معاملة تفضيلية. غير أن الأمر ليس كذلك. لقد تم معاملتي مثل الجميع وإن لم يكن أقوى لأنها تؤمن بموهبتي وفقط بالعمل الشاق والتفاني يمكنني النجاح و الازدهار.
7. أنت تعملين بجد لتعزيز الثقافة داخل الإمارات العربية المتحدة – أخبرينا قليلاً عن العمل الذي تقومين به.
في هذه اللحظة، لا أستطيع أن أفصح بالضبط عن خططي ولكن أنا دائماً اشجع خلق الفرص لجيل الشباب. ونحن نسعى جاهدين لإعطاء راديتنا الفرصة للمنافسة والأداء على الصعيدين الإقليمي والعالمي، واكتساب الخبرة والاعتراف الذي تستحقه. إنها مجرد البداية وأعتقد أن الخطط التي لدي نأمل أن تغير منظور فنون الأداء.
8. هل تعتقدين أن النساء في الإمارات العربية المتحدة يحصلن على المزيد من الفرص في عالم الرياضة؟
لدينا العديد من النساء في مجال الرياضة يضعن بصمتهن في العالم. أؤمن ان الطريقة التي نفعل بها وما نفعله، هي التي ينبغي أن تتحدث عن نفسها. وأنا فخورة بكوني من مكان تزدهر فيه النساء، ومن المثير للدهشة أن العديد من الشابات ينجحن منذ نعومة أظفارهن. كل ما يمكنني قوله هو مبروك!
9. نصيحة واحدة تعطيها للفتيات اللاتي يحلمن بالباليه؟
مع الباليه، لا يمكنك أن تقرري فقط، ولكنه أسلوب الحياة والتفاني الذي يجب أن تبدأ من بداية حياتك. في بعض الأحيان بعض الناس تبدأ في وقت لاحق قليلاً ولكن في معظم الحالات، عليك أن تبدأ من سن صغيرة جداً والعمل في طريقك إلى أعلى. يجب أن تقبلي أن تكون هناك تضحيات، سيكون هناك ألم، استنفاذ لطاقتك، وخيبة أمل. لا شيء في الحياة سهل. قد تضطرين إلى الانتظار لسنوات حتى يكون لديك لحظة على خشبة المسرح. ولكن عندما تحصلين عليها، ستكون لحظة نجاحك. لا تتراجعي مهما كان الطريق صعب!
First Published: May 17, 2021 8:40 PM